التدخين وسرطان الرئة
سرطان الرئة مرض خبيث، له علاقة أكيدة وثابتة بالتدخين، وفي جميع الدول التي تتاح فيها إحصائات موثوق بها لوحظ إزدياد واضح في الوفيات الناتجة عن الإصابة بسرطان الرئة في العقود الأخيرة، وهي أكثر بين الرجال عنها بين النساء، وفي كل الدول التى تبعت الزيادة فى تدخين السجاير بين الرجال وفيما بعد بين النساء, تبين في أكثر من ثلاثين دراسة في كندا و المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية أن التعرض لخطر الإصابة بسرطان الرئة يزداد زيادة مطردة مع عدد السجاير المدخنة ويزداد ذلك بين الذين يدخنون بشراهة بنسبة تترواح بين 15-30 مرة عنها بين من لايدخنون، وقد اتضح أيضاً أن التعرض للخطر يزداد باستنشاق الدخان، وكذلك كلما كان التدخين في سن مبكرة، ويأخذ أنفاساً من كل سيجارة، وبإبقاء السيجارة في الفم بين كل من يستنشق فيها الدخان وكذلك بإعادة إشعال السيجارة التي دخن نصفها، واتضحت العلاقة بالتجربة بين الرجال والنساء على السواء، ولكن لوحظ أن المعدلات أقل بين النساء اللائي يستهلكن نفس القدر من السجائر عنها بين الرجال ,وقد أثبت علماء كبار أن دخان التبغ يحتوي على البولونيوم وهو عنصر مشع، وله تأثيره في إحداث سرطانات الرئة، وكذلك قطران التبغ له دور في إحداث سرطان الرئة، وقد قام عدة أطباء بدهن جلود الأرانب بالقطران، وفي مدة سنة أو سنتين ظهر لسرطان على جلود الحيوانات فقتلها .
- سرطان الفم - سرطان الحنجرة - سرطان المري
- سرطان المرارة - سرطان البنكرياس - سرطان الكلية و البروستات
التدخين السلبي والسرطان
أعلنت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان وهي وكالة تابعة لمنظمة الصحة العالمية وتتخذ من ليون الفرنسية مقراً لها بأن علماءها قاموا بدراسة أكثر من خمسين دراسة طبية حول التدخين وآثاره الجانبية أجراها أكثر من 29 خبيراً في اثنتي عشرة دولة ومن خلال التحليل المستفيض لهذه الدراسات أعلن العلماء أنهم توصلوا إلى نتائج قاطعة تشير إلى أن التدخين الإجباري أو ما يطلق عليه أحياناً التدخين السلبي وهو استنشاق غير المدخنين لدخان السجائر يؤدي إلى إصابتهم بالسرطان , وقد تبدو هذه النتائج مفزعة إذا ما عرفنا أن نحو 2.1 مليار شخص في العالم يتعاطون التدخين بصورة مختلفة سواء كانت للسجائر أو الغليون أو الشيشة أو حتى السيجار وغيرها من وسائل التدخين المختلفة , وتكمن الخطورة في أن الدخان الناتج عن التدخين يحتوي على أكثر من أربعة آلاف نوع من الكيماويات والغازات التي تحتوي إلى جانب كبير منها على غازات سامة من أبرزها وأخطرها غاز أول أكسيد الكربون وسينانيد الهيدروجين, وقد أثبتت التجارب التي أجراها العلماء أن هذه الغازات السامة تدخل إلى جسم المستنشق للدخان وتؤثر فيه وتتفاعل معه مما يتسبب في إصابة الجسم بالسرطان على اختلاف أنواعه, ومن المعروف أن التدخين من أكثر الأسباب المؤدية إلى الوفاة في أوساط التدخين,وذلك من خلال الأمراض الكثيرة التي يسببها التدخين للجسم ومن أهمها سرطان الرئة الذي أظهرت الأبحاث العلمية أن التدخين مسئول عن نسبة 90% من الإصابة به,كذلك فإن للتدخين دوراً أساسياً في الإصابة بعدة أنواع أخرى من السرطان مثل سرطان الدم وعنق الرحم وغيرها .
أثر التدخين على جهاز الهضمللتدخين علاقة وثيقة مع جهاز الهضم، فقد يصاب المدخن بنقص الشهية للطعام، أو قد يصاب بإسهالات لا مبرر لها أو بإمساك شديد أو باضطرابات هضمية واضحة، وعادة يسبب التدخين أمراضا مزمنة في جهاز الهضم وتضطرب الوظيفة الإفرازية للغدد الهاضمة(أي يضطرب عمل الغدد التي تفرز العصارات الهاضمة) كما تضطرب الوظيفة الحركية للمعدة، فتتأثر ويخف إفرازها بشكل عام كما تصاب بالوهن والضعف وعدم المقدرة على هضم الطعام بالشكل المطلوب، مما يعرض المدخن لنقص مقدرته على الهضم عموماً أو يصاب بمشاكل واضطرا بات هضمية عديدة. ويقول الأطباء إن التدخين ضار جداً للمصابين بالتهاب غشاء المعدة، والقرحة المعدية والمعوية، وتدل الإحصائيات أن 78% من المصابين بهذه القرحات هم عادة من الأشخاص المدخنين وأن حالة هؤلاء تكون أسوأ من أولئك المصابين من غير المدخنين، كما يؤثر التدخين على الغدد اللعابية فيزيد إفرازها ويتغير تركيب اللعاب الكيميائي، فيصبح أكثر قلوية وأكثر كمية وتقل فيه المادة الهاضمة للنشاء المعروفة باسم البنيالين مما يسبب الاضطراب في هضمها.
أثر التدخين على الجهاز العصبييعتبرالمركز الأعلى للإدارة والتنظيم في جسم الإنسان، ولكي نتفهم بدقة تركيب الجهاز العصبي، فإننا نستطيع أن نقسمه إلى قسمين:
1- القسم المركزي: ويتألف من الدماغ الموجود في الرأس والنخاع الشوي الموجود داخل سلسله العمود الفقري.
2- القسم المحيطي: ويتألف من مجموعة الأعصاب الخارجية الصادرة والواردة إلى القسم المركزي والتي تصل بينه وبين جميع أجهزة وأعضاء الجسم.
على أن الأعصاب نوعين:
1- الأعصاب الإرادية: وهي التي تحرك جسدنا حسب رغبتنا كما يحدث عندما نريد حمل شيء ما بيدنا مثلاً.
2-الأعصاب اللاإرادية: وهي التي تسيطر على سر حياتنا كالأعصاب التي تسيطر على عملية التنفس ونبض القلب وكالأعصاب التي تسبب نوبة السعال مثلا من غير أن يكون الشخص أية إرادة في ذلك.
ولدخان التبغ أثر بالغ جداً على الجهاز العصبي، إذ يؤدي إلى خلل واضح به،فهو يؤثر على القسم المركزي مما يؤدي إلى إصابة المدخن بالصداع والدوار وضعف الذاكرة ويؤدي أحياناً إلى عدم المقدرة على التوازن خاصة عندما يفرط المدخن بتناول التبغ.
وقد يحدث هذا الطارئ للمبتدئ الذي يكثر من التدخين ويكون وقعه عليه أشد وأقوى،
وأحيانا يتعرض المدخن للأرق المرير الطويل إذ يستمر مستيقظاً متوتر الأعصاب حتى الصباح، طالباً النوم بإلحاح دون فائدة، ويحدث ذلك عند الإكثار من تناول لفافات التبغ أثناء السهرة وقبل الذهاب للسرير فيجد المدخن نفسه وقد جافاه الكرى رغم تعبه الشديد وحاجته الماسة للنوم والراحة.
أما أثر التدخين على القسم المحيطي بحد ذاته فهو شيء معروف لجميع الناس فقد يصاب المدخن بمرض شعض الأعصاب، وربما يصاب بشلل الأعصاب الجزئي إذا كان من المفرطين جداً في التدخين، وغالباً ما يكون مدمن التدخين عصبي المزاج، يفقد سيطرته على نفسه لدى أول إثارة يتعرض لها ويغضب أحياناً دون مبرر واضح، وقد يرتجف ولا يستطيع ضبط جماح نفسه في اللحظات الحرجة.
وقد أجريت تجارب عديدة على الأرانب فتركت تتنفس دخان التبغ فترة طويلة فظهر عندها تغيرات مرضيه في النخاع الشويكي وفي الأعصاب الخارجية الأخرى.
أما فيما يتعلق بالذكاء والتفكير والحفظ، فمن الثابت أن التدخين يضعف الذاكرة ويوهن النشاط الذهني، وأن النشاط الذي يعتقده المدخن لدى تدخينه سيجارته ماهو إلا وهم من الخيال لأنه شعور كاذب بازدياد الحيوية يحدث لوقت قصير جداً.
كما أجرى العلماء الأمريكيون تجارب وإحصائيات عديدة لاختبار الذكاء بين طلاب المدارس والجامعات فتبين لهم بشكل واضح أن المدخنين أقل ذكاءً من سواهم، وثبت أن ذاكرتهم أضعف وأن مقدرتهم على الحفظ أقل وأنهم غالبا ما ينسون المهم من الأمور، بل تبين لهم أن قوة الملاحظة عند المدخنين أقل وأن نشاطهم الذهني في مستوى أدنى من مستوى رفاقهم من غير المدخنين، وثبت أن التدخين يلجم بشكل جزئي عمل الدماغ ويمنعه من قيامه بواجباته بالشكل المطلوب.
وعلى صعيد حواس الإنسان الخمس فكلنا يعلم أن المدخنين أقل مقدرة على شم الروائح وتذوق الأطعمة، ثبت هذا بالتجربة حيث تبين أن المدخنين لا يستطيعون أن يميزوا بين الأطعمة المتقاربة جداً، ولا يستطيعون أن يشعروا بالروائح الخفيفة جداً، ويسبب التدخين زيادة في إفراز الدمع كما يسبب حدوث الالتهابات بالأجفان ويساعد على إزدياد الالتهاب في الجفون المتلهبة وهذا ما نلاحظه بكل وضوح في أعين المدخنين المدمنين، ويذهب البعض إلى أن التدخين يؤدي إلى التهاب الأعصاب البصرية وتخفيف حدة الرؤيا مما يؤدي مع مرور الوقت إلى إصابة العين بالضعف وبالغشاوة في بعض الأحيان.